قصة قصيرة  بقلم -رجب أبو الحارث:
 

مع غروب الشمس ، وقبل ان  تحل  نجوم سماء الليل  ، قرر عبد العزيز العودة الى المنزل بعد ان جمع القليل من بقايا  حطب الأرض المتساقط ، من أجل كانون المنزل لتسوية الطعام،  على نار الحطب 
ولأن الجوع كافر لم ينسي عبدالعزيز أن يطوف ، أسفل النخل ويقوم بجمع أكبر قدر من  الرامخ الأخضر المتساقط على الأرض  

 انتفخت سيالات عبد العزيز اليمني واليسري بعدها رفع يديه إلى السماء وهو يتمتم بكلمات الحمد والشكر على نعمة الصحة والرزق ،  قبل أن يعود إلى المنزل على حمار سئ الحظ  يحتج كل صباح ومساء بالنهيق، وعبد العزيز لا يبالي بنهيق الحمار 
 استقبل أطفال عبد العزيز الثلاثه والدهم ، أمام باب المنزل بالتهليل  والسعادة ، أفرغ عبدالعزيز جيوب السيالة فى صحن الدار ، انشغل أطفاله بالسطو على ما طاب من الرامخ ،  وانشغل عبد العزيز  برائحة تقلية البيصاره على الكانون، بعدها نظرا إلى زوجة ، وقال لها 
أنا زهقت من البيصاره  مفيش تغيير
  حرام عليكي خير ربنا كتير فى البيت 
قالت الزوجة  أطبخ يا عبد كلف ياسيد 
انا قافله حنكي وحاطة فيه بلغه واقول يابت بكره تفرج 
قولي كدة فين الخير ده يا عبد العزيز 
أسند عبد العزيز ظهره إلى حائط الطوب اللبني 
وهو يجلس على الحصيرة فى وضع القرفصاء 
بجوار أولاده من أجل القضاء على حلة البيصاره
  وهو ينفخ من سخونة الشطة في البيصاره وسخونة  كلمات  الزوجة 
رفع طبق البيصاره إلى أعلي  بعد أن أمتألت بطون أطفاله الثلاثه من كمية الرامخ الأخضر
وهو يتلذذ بالشرب  في  ما تبقي  من طبق البيصاره 
حامدا شاكرا على فضل ألله 
ثم نظرا إلى زوجتة قالا 
فين أيام زمان وخير زمان  لما  كان جدي عمر كان صاحب الزمام كله 
والكانون  ده كان شاعل ليل نهار  
 باللحمة
 خرفان جديان وكل أنواع الطيور 
والصحن بتاع البيت  ده كان
 مليان من خيرات ربنا 
ده غير الفلوس بتاع المحصول اللي كانت في الأوضة  الجوانية زكايب زكايب 
بعد هذا الحديث وضع أولاد عبدالعزيز الثلاثة إيديهم على وجوههم 
من شدة الريحة والأصوات المسموعة 
بعدها تدخلت الزوجة بشكل مباشر
 وهى تقول 
قوم يا عبدالعزيز بعيد عن العيال وأنت بتحكي عن جدك عمر
  أحسن كدة العيال ها يجيلهم تسمم ياخويا  ؟
انفعل عبد العزيز وهو يقول لزوجته  نقول ثور تقولوا احلبوه
قلت ميت مرة بلاش البيصاره علشان بتقرقر بطني بالليل؟؟!