في صباح الجمعة
صوت الصعيدقصة بقلم: رجب أبو الحارث
فى صباح الجمعة تم تنظيف الملعب من أقراص الجلة البلدي الناتجة عن مخلفات بهيمة الأنعام
من اليوم السابق المسمي بسوق يوم الخميس
ولان أهل المدينة كان لهم فى الجلة منافع أخرى
من أجل الوقود وتسميد زراعة البطيخ فى القرى المحيطة
كانت تحدث مشاجرات بين الصبايا من أجل الحصول على اكبر حصة من الجلة البقرى والجاموسي
بعد ساعات من عملية الحصاد الخروي للسوق يتحول بعدها ويصبح ملعب كرة قدم بقدرة قادر
ولكن يظل للمسح الذري للجلة علامات على الارض واضحة المعالم ويبقي امه غير راضيه عليه اللي رجله تتزحلق على الارض لان بعيد عنك تجلطات الجلة غير
وبصوت المعلق الرياضي أيمن الكاشف كان فين هواك من بدري ياحبيبى كان فين
وعلشان الجرح يطيب أنت محتاج مش اقل من ثلاث أسابيع تجنب جلة ملعب مرة اخرى
أخونا عبد الحميد الدكش حب يقلد حارس المرمى عادل المأمور ولم يحترم قانون جلة الملعب وطار فى الهوي نزل على الارض
الكرة راحت المقابر عند الجماعة الأموات وقدم عبد الحميد عند منطقة الركبة بقت شبه مؤخرة قرد عجين الفلاحة
ولان عبد الحميد كان غاوي كرة قدم ويريد العودة لملعب الجلة فى اسرع وقت شمع الفتله وطار وهو رافع الجلابية على عم وهيب في الصيدلية
الجرح ده محتاج تأخذ له مضاد حيوي كبسولة فى الصباح وكبسولة فى المساء
وتآكل كويس
من فضلك ياعم وهيب أديني أربع كبسولات
تعامل الدكش مع كبسولات المضاد الحيوي معاملة الجبنة القريش وطبق المش ابو طماطم
مساء يوم السبت كآن شريط الكابسولات بيغني بودعك
وعبد الحميد الدكش بيرفع قدمية من على الأرض على طريقة عم أيوب الجوهرجي كلكو عليا ولا ايه
فى المساء اصر سيد أبو المكارم صديق عبد الحميد على إن يذهب سويًا الى طهور حفيد أبن العمدة عبد النبي عمدة قرية الكروان قبلي ومن اجل تسخين بطن الدكش أعلن سيد ابو المكارم أن اللحمة هبر هبر وان سيد الغناء والموال الشعبي محمد طه هو مطرب حفل الطهور
لم ينشغل عبد الحميد الدكش بوجود محمد طه او سماعه بقدر إنشغاله باليوم العالمي للهبر فى قرية الكروان ولم ينسي مقولة عم وهيب انت لازم تأكل كويس
لاتشد الرحال إلا لثلاثة اضاف الدكش رابعة وخالف الحديث الشريف
كل المعازيم كآن همهم الاكبر مشاهدة نجم الغناء والموال الشعبي وأفلام الأبيض وأسود
إلا سيد ابو المكارم وعبد الحميد الدكش كآن الهدف عندهم وأضح ومحدد المعالم الهبر اولا وقبل طربوش محمد طه وكل من معه
فى جرن الحصاد مجموعة من الطبالي على الأرض
إتفق الدكش وأبو المكارم على آن يخدم كلآ منهما على الاخر بشكل طبيعي أمام الجالسين على نفس الطبلية مثال انت مش بتأكل ليه والله العظيم لا تاخذ الحته دي
طبق كبير أبيض مخصص للحوم والأكل الجماعي وضع على منتصف الطبلية ولسه محمد طه بيقول ياليل ياليل والكهرباء قطعت
اصوات من هنا وهناك اجري يا على أجري يا محمود هات كلوبات
ولحظة حدف جمرات الهبر بدأت فى بق ابوالمكارم وعبد الحميد الدكش واحدة فى البق وواحدة فى جيب السيالة والجلابية من حسن الحظ كانت فيها بدل السيالة اثنين
بعد عشرة دقائق وصل نور الكلوبات الى الطبالي وإلى الطبق الأبيض أمام الدكش وقبل إن ينطق أحد صرخ الدكش من شكل الطبق الذي لم يتبقي به إلا قطع صغيرة من اللحم الابيض
اللهم لا حولًا لا قوةً إلا بالله العلي العظيم فين اللحمة يا جدعان
ياعم انت جايب لحمة بيضة كلها فى الطبق
حصل خير يا جدعان يا محمود هات طبق كبير هنا للرجالة دي
وعلى طريقة أحمد عز فى إلتهام الحديد والصلب وفوق البيعة أبو هشيمة كمان
دخل عبد الحميد الدكش وسيد أبو المكارم على الحصة الثانية من هبر محدودي الدخل مع الجالسين
بعد إختفاء معالم الطبق الاول عن طريق جن مصور حسب اهل العلم والفتوى
اديب فيومي يعيش في فرنسا وله مجموعات قصصية