دماء رخيصة !!!
صوت الصعيدبــقلــم د.محمود العبد حسن:
أقسى انواع الظلم ،أن يعتدى عليك ؛ويغتصب منزلك ،ويقتل أبنائك وإخوتك، ويحتل وطنك،وحين تثور أو تقاتل المغتصب الظالم،تتهم بانك قاتل،إرهابى،عدو للحضارة والانسانية.
قد لا يحزنك أن تكون تلك نظرة قاتلك ،أو أعوانه ،أو محبيه، أو باغضيك،انما ما يؤلم الصدر،ان ترى بنى جلدتك واخوتك يتبنون دعاوى أعدائك،وتحميل المقاومة وأبطالها أوازار الحرب والسبب فيها.
دوما الغرب عنصرى يمقت الاسلام والمسلمين ،ويناصبه العداء ويتربص به الدوائر،وأفعاله وسلوكه فاضحة له مهما ارتدى ثياب الحرية والديمقراطية،وتغنى بالانسانية وحقوق الانسان والحيوان،فهى شعارات يرفعها بين الفينة والاخرى،عندما تقتضى حاجته وتحقيقا لأهدافه ومطامعه ،وانتقائى فى أحكامه وقوانينه فهى تطبق دوما على الضعفاء. كتاب التاريخ ملئ بالادله والبراهين،ومسلسل القتل الجماعى والاضطهاد دوما أولى حلقاته المسلمين،قبيل نشوء مبدأ صراع الحضارات،صراع قديم ازلى ابتدأ من حروب الروم، مرورا بحرب الاندلس،وكانت الطامة الكبرى سقوط الخلافة وما تلاها من مخططات خبيثة،بدأت بزراعة سرطان الكيان الاسرائيلى،وتلاها تقسيم الاخوة وزرع مخططات الفتن،بدعاوى وطنية او سياسية او طائفية،وترك عملائهم لتحقيق سياستهم وتنفيذ اجندتهم.
فى السابع من اكتوبر قام مجاهدون اأطال آثروا الموت على الحياة،واختاروا ماعند الله على متاع الدنيا،إنهم رجال من فطرة سليمة لم تندسهم دنيانا ولا تستهويهم المطامع والاهواء،بتنفيذ طوفان الاقصى ضد جنود الجيش الاسرائيلى،ردا على تدنيس الاقصى،وانتهاك الحرمات،وممارسة القتل والاغتيال ضد الفلسطنين. قامت آله القتل الاسرائيلية بممارسه أبشع أنواع القتل متسلحا من امريكا والغرب بأحدث أنواع القنابل والصواريخ الفتاكة، ومدججا بالدعم والمساندة والتأييد لكل افعاله والتبرير لمجازره وقتله للنساء والاطفال وتدميرالمساجد والمستشفيات
لم يكتفى الاحتلال بسلاح القنابل والصواريخ القاتلة بل كان متسلحا بسلاح البغض والحقد والكراهية فكان قصف المنازل على ساكنيها،وهدم المستشفيات بمرضاها،والمدارس بلاجئيها،ونبش المقابر ،كان قتلا للبشر والحجرولم يسلم منه الزرع والشجر.
صمد المجاهدون وأهل فلسطين الأحرار أكثر من سبعة أشهر ضد أسوأ انواع الحروب فى عصرنا الحديث،ووقفوا امام كل الاسلحة سواء القتل او التجويع او الحصار،برغم ذلك لم يخنعوا او يخضعوا او يستسلموا.
صمود المجاهدين وشعب الجبارين سيظل وسام على روؤسهم،وضوءا يقتفى أثره أحرار العالم،وأملا بأن النصر قادم. برغم عظم التضحيات وغلو الاثمان التى دفعها المجاهدون والمرابطون،لكن فى مقابلها أوهام كثيرة سقطت،وأقنعة كثيرة فضحت،وشاخت الحقائق عارية امام الجميع.
ان كانت دماؤنا رخيصة فى اعين أعدائنا المجرمين،لكن غالية عن الله وعند المؤمنين،واثمانا باهظة فى سبيل الله والحرية والكرامه الانسانية.