ولد في أرمنت غرب الأقصر.. الذكري الـ 36 لرحيل صاحب الحنجرة الذهبية .. عبد الباسط عبد الصمد
كتب أحمد الأنصاري صوت الصعيديمر اليوم 30 نوفمبر، 36 عاما ، علي رحيل صاحب الحنجرة الذهبية .. القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أعلام التلاوة في العالم الإسلامي.
وُلِدَ القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد عام 1345هـ/ 1927م بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة الأقصر، و نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا. فالجَد هو الشيخ عبد الصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبد الصمد، كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظًا وتجويدًا. أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب، فلحق بهما أخوهما الأصغر سنًّا عبد الباسط وهو في السادسة من عمره.
التحق الشيخ عبد الباسط، بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت ، ولاحظ شيخه على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملةٍ من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه، وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء، وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعًا بأداءٍ طيبٍ يستوقف كل ذي سمع.
تمكن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في العاشرة, كما كان الراحل شغوفاً بالقرآن الكريم, فـ كان يستمع لتلاوات كبار القراء مثل الشيخ محمد رفعت والشيخ أبو العينين شعيشع، وهو ما ساعده في تطوير موهبته، وعلى الرغم من حداثة سنه، بدأ يُدندن بتلاوة القرآن أثناء الذهاب والإياب.
وفي عام 1950، كان في زيارة آل البيت، وخلال الليلة الختامية لمولد السيدة زينب، وجد فرصة للتلاوة أمام جمهور كبير من محبي القرآن، وحين صعد لتلاوة القرآن، اجتذب صوته الملائكي الحضور، الذين ظلوا يطالبونه بمواصلة القراءة، وبتلك الليلة كانت بداية شهرته الواسعة في مصر وخارجها.
و في نهاية عام 1951، تقدم الشيخ عبد الباسط، لاختبارات الإذاعة المصرية، واجتازها بتقدير ممتاز، وسرعان ما أصبح أحد أبرز القراء في الإذاعة، وزادت شهرته حتى أن الإذاعة خصصت له موعدًا ثابتًا كل أسبوع، وبفضل صوته، ارتفع الإقبال على شراء أجهزة الراديو في مصر، وأصبح صوته جزءًا من حياة المصريين اليومية.
وبعد حياة امتدت لـ62 عامًا، قضاها الشيخ عبد الباسط في خدمة القرآن الكريم، وافته المنية في 30 نوفمبر 1988، ليترك إرثًا خالدًا من التلاوات التي لا تزال تُلهب مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.