إشارة الى الصوفية فى أدب نجيب محفوظ (3)
صوت الصعيدبقلم- محمود طلبه الفار:
ربما لا يدرك من يقرأ كلماتى الهدف منها لتقصير غير متعمد منى ،فليس ما أكتبه فى حد ذاته دراسة نقدية أو بحث فى الصوفية فى أدب محفوظ وما لهذا قصدت، وإنما ماقصدت إليه هو مجرد الإشارة الى ملمح لم ينل ما يستحق من إهتمام إلا عند عدد محدود جدا من الكتاب،وقد كان لى حظ قراءة بعض ما كتبوا،وكان لذلك أثره الواضح فى ماتكون لدى من آراء وما دونت من كلمات فى هذا الجانب من إبداعات العم/نجيب ولهم فضل السبق فى ذلك ، وقد استعنت بما كتبوا ولولاه ربما ما اتيح لى أن أكتب، ولكنى أراه رغم ذلك لايكف
ومازلت أدعو السادة الباحثين والنقاد والناقدات الأفاضل والفضليات الى المزيد من الدراسات والآراء التى تتناول الصوفية فى أدب نجيب محفوظ..ولعله من الواجب أن أشير بكل الإمتنان الى من كتبوا أو بعضهم من السادة الكتاب الأفاضل ومنهم الكاتب القدير/محمد شعير ، الذى نشر اوراقا قيمة لنجيب محفوظ ومنها ماقاله محفوظ نفسه وما يفيد" أن التصوف فى مذهبه لاعزلة ولا رهبنة لكنها الحياة الحياة الحياة؛أن تخوض غمار الحياة حاملا الله فى قلبك وجاعلا منه دليلا لكل فكر أو إحساس أو عمل"
وترى هذه الرؤية مجسدة فى أعمال محفوظ وعبر شخصياته مثل"عمر الحمزاوى" فى رواية"الشحاذ" كما يرى الكاتب فى تحليله لكتاب"اصداء السيرة الذاتية" أن محفوظ رسم رؤية صوفية خالصة تفتح للإنسان منافذ الروح لتقودها إلى التحرر ثم البحث عن الوجود والمحجوب ليحقق الإنسان أعلى درجات النقاء وتحقيق البصيرة،
هذا أيضا بالإضافة إلى ما كتبه الأستاذ القدير/أيمن الجندى فى ما قرأت له من مقالات عن الصوفية التى يراها هى التى أنقذت فى النهاية من الحيرة،وهى من المقالات القليلة التى عثرت عليها تتناول الصوفية فى أدب نجيب محفوظ وهى من أفضل ما قرأت فى هذا الموضوع وتحوى الكثير من الأفكار المحددة عن التواجد الصوفى فى أعمال العم/نجيب وعلى لسان واحوال شخصياته،
وهناك أيضا كتاب الرسائل الصوفية فى أدب نجيب محفوظ للكاتبة/أمل زكريا والذى يرى أن أبعادا جديدة مازالت قابلة للإستكشاف لاسيما حين تؤطر فى سياق رؤية محفوظ الفلسفية التى كانت أكثر ميلا إلى فكرة إمتداد الوجود ما جعله رافضا لفكرة العدم فضلا عن تدرجه من الشك الى العقل ثم الايمان الصوفى المستمد من حياة القلب والبصيرة وفى المحصلة لا أجد الا أن هناك اقل القليل من الكتب والمقالات التى تحوى قراءات فى ، وعن الصوفية فى ادب نجيب محفوظ، والتى تتخذ من الذاكرة الأدبية والصوفية والميثولوجية معينا ومدادا لكنها فى رأيي تترك للآخرين سبل الإستمرار حتى يتحقق ما يستحقه هذا الملمح فى أدب أديب نوبل العربى الوحيد من بحث ودراسة ونقد بإعتباره من أهم إن لم يكن أهم كتاب الأدب لدينا
وهذا ماقصدت إليه عندما أشرت مجرد إشارة لهذا الملمح مستعينا وشاكرا لكل من كتب سواء اتيحت لى قراءته أم لم تتاح بعد حيث لهم كل الفضل فى كل كلمة كتبتها فى المقالات الثلاث التى أدين بكل الفضل لهم فيها والتى كانت كتاباتهم الدافع الرئيسى إلى ماكتبت .