صوت الصعيد

الأربعاء، 2 أبريل 2025 11:41 ص
صوت الصعيد
جرأة .. موضوعية.. التزام
  • موتورولا
  • صنع في مصر
رئيس مجلس الإدارةمحمد رفيعرئيس التحريرمحمد عبد اللاه

أهم الأخبار

    مقالات

    أخلاقهم .. أخلاقنا

    صوت الصعيد

    بقلم _ د.محمود العبد حسن :     

    ما جدوى سيفك إن لم تقاتل به.. 
    ما جدوى علمك إن لم ينفعك ..
    ما جدوى دينك إن لم يزنه سلوكك.

    "المغلوب مولع أبدا بالأقتداء بالغالب" كما جاء بمقدمه ابن خلدون،فتراه مقلدا لسلوكه ومفتونا بتقدمه،بل قد يمتد الى ذم اصله والتقليل من شأنه و الحط من قيم مجتمعه والاستهجان لسلوك قومه ، كما يقول "ابراهيم السكران" فى كتابه الثقافة  الغالبة

    هناك مقولة منسوبة للأمام "محمد عبده" حين زار أوروبا يقول فيها "رأيت هناك أسلامنا ولم أرى مسلمين ورأيت هنا مسلمين ولم أرى أسلاما"،نرددها ونستخدمها للتدليل على حسن أخلاق الغرب وسوء اخلاقنا،وشتان البون بين أخلاقنا وأخلاقهم. لكن بمزيد من الأمعان يتبين أن أخلاقنا هى الراجحة برغم ضعفنا وسوء افعالنا.

     فأخلاقنا دينية وأخلاقهم نفعية،أخلاقنا ربانية وأخلاقهم برجماتية،أخلاقنا هدفها الحياة والآخره وأخلاقهم هدفها الدنيا.
    لا يضر الأسلام او المسلمين او يكون سبب للأساءة اليه تخلى قطاع منه عن الأخلاق.فبالنظر الى حديث المراة الخاطئة التى وقعت على كلب عطشان فى فلاه فسقته فغفر الله لها وادخلها الجنه؛ليس لسقى الكلب؟!!.، وليس السر فى العمل الصالح فقط !!!؛ولكن لأن هذا العمل لم تبتغى به سمعه او رياءا ولا أجرا،فلا أحد يراها فى الصحراء وليس للكلب صاحب تنتظر منه أن يكافئها أو يشكرها؛ولكن كان عملها خالصا ولم يكن له شاهد سوى الله.

    تلك التصرفات كثيرة فى ديننا الاسلامى من اهمها مؤمن آل ياسين ومؤمن فرعون؛فاعمالهم المذكورة قليلة وكانت الجنه جزاء وفاقا لاخلاص العمل وصدق النية.

    والحضارة الاسلامية عندما سادت على العالم وكان المسلمين سدنه العالم لم يدعو يوما الى صراع للحضارات ،او يفرضوا بطشا او ظلما على الضعفاء،وكان يدعو دوما للحرية المطلقه دون خضوع الافراد لسطوة حاكم او راهب،تاركا لهم حرية الاختيار فى المعتقد، ويمنح العدالة للجميع دون تمييز بينهم.

    وتظل كلمة أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" لعامله على مصر سيدنا "عمرو بن العاص" دستورا للكافة مما دعى الامم المتحده لاتخاذها شعارا لها :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا".

    وتظل العهود والمواثيق النبوية لجيرانه نبراس فى التعامل الانسانى والدبلوماسى،وهذا ما دعا المفكر والداعية الاسلامى "ابو الحسن الندوى" يؤلف كتابا عنوانه "ماذا خسر العالم بأنحطاط المسلمين".

    طوفان الاقصى كشف لنا زيف دعاوى الغرب وانهيار قيمه الحضارية والأنسانية وسقوط مدوى لمنظمة الأمم المتحدة،وصدق د.مصطفى محمود ، حين قال :هؤلاء الكبار حملة المثل العليا أراد الله أن نراهم فى ضوء الأبتلاء الساطع كفره فجره؛ طغاه لا أنسانيين؛وسفاحين قتله،وبمثل ما أمتحنهم الله قد أمتحننا شعوبا وحكومات.   

    نحن نعيش فى فوضى عالمية كاملة وفى غياب كامل لكل المعايير،ومجلس الأمن والأمم المتحدة هياكل فارغه تحكمها مصالح الأقوياء وتقودها القرصنه الأمريكية والنخب الصهيونية.

    لأول مرة تجرى الابادة والقتل الوحشى دون ادانة ، أو شجب او دعوة لوقف القتل،انما نرى تشجيعا للقاتل ولوم وتوبيخا للمقتول،لأنه استفز القاتل وقام بالدفاع عن أرضه وعرضه،مما حدى بترامب حين تعاطف رئيس وزراء انجلترا مع الضحايا الفلسطنيين يقاطعه مبديا حسرته على رجوع إحدى الأسرى الإسرائليين مقطوعه الإصبع لبيتها متجاهلا الاطفال والامهات القتلى من الفلسطنيين.

    برغم حاضرنا الظالم وواقعنا الكئيب لكن يجب أن نتفائل ونثق بأن تلك هى بداية النهاية لهم،وأن الفجر يقترب والوليد قادم من خلال هذا المخاض الدموى الرهيب.

    الظاهرة الترامبية وأفعاله مع أنصاره ومحبيه قبل كارهيه هى بعض ارهاصات لقرب افول نجمهم.ليصدق وعد ربنا :" وتلك الأيام ندوالها بين الناس".

    ترامب-رئيس الوزراء البريطاني-غزة

    مقالات

    الأعلى قراءة

    آخر موضوعات