بقلم - الدكتور أيمن عبد العظيم:

 كيف للمصري أن تمتد يده بالسوء إلى قلب الوطن؟ كيف يبرز شجاعته على أبناء وطنه الذين يحمونه ليلا ونهارًا؟ ألا يكفي جهاز الشرطة أنَّه يتلقى الطعنات من أعداء الوطن في الخارج حتى يخرج له مواطن من الداخل ويعتدي على رجال الشرطة؟ إلى متى سيظلُّ بعضنا يشعر أنه متميز؛ لأنَّه خارج عن النظام، ولاينطبق عليه القانون؟ لماذا لا نشعر بالتميز كوننا متحضرين ملتزمين بالنظام محترمين للقانون؟

حادثة بنك مصر أمس في مدينة الفيوم تمثل اعتداءً مجرمًا تمثل في طعنةِ غدرٍ امتدت به يدٌ آثمة في حق الوطن، فالمعتدي لم يكفِه أن اعتدى على المواطنين صياحًا بصوته، ودفعًا لهم بيديه، حتى انتقل إلى مرحلة أخرى يعتدي فيها على موظفي البنك، ويوجه لهم الإساءات غير المقبولة، ثم لم يردعه وازع من ضمير أو مانع من خلق، ثم انتقل خطوة أخرى ليعتدي بعدها على قوة الشرطة التي هُرعت لتحقيق النظام.

 إنَّ وجودَ شرطةِ الوطن بهذه السرعة أمر يستحق الإعجاب، وقيام أفرادها بواجبهم في حماية مؤسسات المجتمع أمر يستحق التقدير، وما حدث يدلُّ على حجم ما تتحمله الشرطة من مشقات في العمل، وما تتعرض له من أخطار في مواجهة الخارجين عن القانون.

رحم الله العقيد فتحي سويلم، شهيد الواجب الوطني، ولا نكتفي بتقديم العزاء لوزارة الداخلية وقياداتها، فكلنا وزارة الداخلية، والمصاب مصابنا جميعا، وجميعنا نتلقى العزاء في فقيد الوطن، شهيد الواجب، رحمه الله، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، ومواساتنا لأسرته وأهله وأحبائه، وشفى الله أمناء الشرطة المصابين في هذا الحادث، وردَّهم لأسرهم وأهلهم سالمين في أحسن حال.

ولا يُخشى على وطن هؤلاء رجاله.