نفق الحرية
صوت الصعيد
بقلم : د.محمود العبد حسن
بفرحة وسعادة تلقى أحرار العالم نبأ الهروب الهوليودى لستة من الأسرى الفلسطينين من سجن جلبوع الاسرائيلى ، وباتت الضفة ليلة سعيدة مبتهجة ، وقام اهلها بتوزيع الحلوى ورفع الرايات .
نفق الحرية هو انتصار كبير للارادة الفلسطينية وهزيمة معنوية جديدة تضاف إلى سجل هزائم العدو الاسرائيلى . أحداث ووقائع الهروب درس من دروس الإرادة والعزيمة ، استطاع فيها الأسير الاعزل متسلحا بإيمانه وبأدوات بسيطة وبحفر استمر أسابيع او شهور ، ملعقة صغيرة هزمت التكنولوجيا العالية والعتاد المدجج ، ومرغت أنف عدوهم فى التراب ليلصق به الخزى والعار ، وليعلم يقينا ان خصمه قوى عنيد غير مستسلم لمحاولات الحصار والتجويع والخيانة من الأخوة ، وان عزت البندقية فمازالت الملعقة ومن قبل الحجارة يأيديهم .
سجن جلبوع مشهور بأنه الاكثر أمنا والاشد فى الحراسة حتى اطلق عليه الخزنة الحديدية . نفق الحرية درس عظيم وامل كبير لكل الضعفاء والمضطهدين فى العالم ، واعلاء لقيمة السعى ، سعى فى الرزق ؛ سعى فى العمل ؛ سعى فى العلم ، وترك الآجر والنهايات على الله .
نفق الحرية هى قصة من قصص الابداع الفلسطيني وتحديه للاحتلال واجراءته المتعسفة ، فهذه ليست المحاولة الأولى ولا الأخيرة فى محاولات الهروب من سجون الاحتلال،فقد سبق للفلسطيني ان قام بتهريب نطف الأسرى لزوجاتهم ،فى أقلام ، فى تمره ، حبة شيكولاته ،....إلخ ، متحدين إدراة السجون وحواجزهم ونقاط تفتيشهم بخطط محكمة وتدابير دقيقة وعناية فائقة لإنجاب أبطال جدد لعدوهم .
نفق الحرية بطولة وصفحة مضيئة وبشارة أخرى من بشارات النصر بقرب نهاية وزوال المغتصب ، وهزيمة نفسية اخرى تفت فى عضده ، وتنذر بقرب وعد الله بالنصر للمظلومين واصحاب الحقوق مهما انتشر الباطل وارتفعت وعلت راياته .